مطفأة الحريق، أو طفاية الحريق، هي أسطوانة معدنية مملوءة بالماء، أو مواد كيميائية تستخدم لإخماد الحرائق، وتتميز بأنها يمكن حملها، كونها صغير الحجم نسبياً، كما أنه يمكن تشغيلها بسهولة، وتستخدم بصورة رئيسية في إطفاء الحرائق الصغيرة، مع اختلاف مصدرها. وهناك العديد من أجهزة إطفاء الحرائق، ويتوقف النوع الذي يُستخدم على درجة الحريق المراد إخماده، حيث يقسم خبراء مكافحة الحرائق النيران إلى فئات متعددة، معتمدين في ذلك على المادة المشتعلة. مكوناتها وتتكون طفاية الحريق من أسطوانة تستخدم كمخزن للمادة الكيماوية، وذراع للتشغيل يعمل بالضغط، ومفتاح أمان من أجل المحافظة على المادة الموجودة داخل الأسطوانة، كما أنها تحتوي في بعض الأحيان على خرطوم لنقل المادة من مخزن الطفاية إلى فوهتها. ويستغرق خروج المواد الموجودة في الطفاية بين 10 إلى 15 ثانية تقريباً، الأمر الذي يتطلب توجيه فوهتها إلى قاعدة الحريق قبل البدء في التشغيل. مخترع الطفاية تم تسجيل براءة اختراع أول طفاية حريق في المملكة المتحدة عام 1723، من قبل الكيميائي الشهير أمبروسيو غودفري، وكانت على شكل برميل يحتوي على سائل إطفاء، يعمل عن طريق انفجار حجرة صفيح تحتوي على البارود، وكانت تعمل على مبدأ تشتيت وتذرية السائل. أما طفاية الحريق الحديثة التي نعرفها اليوم، فهي من اختراع الأسترالي ويليام جورج مانبي، المولود في جزيرة “نورفولك” عام 1775، حيث اخترع أول طفاية حريق حديثة، مكونة من أربع أسطوانات معدنية، ثلاث منها مملوءة بالماء إلى النصف، والرابعة تحتوي على هواء مضغوط، وفي الجزء العلوي من الأسطوانات كان هناك خرطوم صغير وصمام، وعندما يتم تشغيل الصمام، يخرج الهواء المضغوط من الأسطوانة المعدنية ليجرف الماء من الأسطوانات الأخرى معه، وبالتالي يطفئ النار، وتم تسجيل براءة هذا الاختراع في المملكة المتحدة عام 1818. ثم شهد اختراع الطفاية أشكال عدة، وتطورت الطفايات مع مرور الوقت، فظهرت طفاية مكعبة الشكل، وأخرى زجاجية في عام 1860، وطفاية الرغوة عام 1894، والتي ظلت في التطور حتى عام 1930. فئات الحرائق توجد حالياً العديد من أنواع طفايات الحريق، والتي تستخدم بالاعتماد على الظروف الخاصة بكل حريق، فطفايات الحريق المستخدمة في المباني، تختلف عن تلك المستخدمة في السيارات، ويتوقف النوع الذي يستخدم على درجة الحريق المراد إخماده، حيث يقسم خبراء مكافحة الحرائق النيران إلى أربع فئات، معتمدين في ذلك على نوعية المادة المشتعلة، وهي: – الفئة الأولى: تشمل المواد العادية القابلة للاحتراق، مثل: الأقمشة، والأوراق، والمطاط، أو الخشب. – الفئة الثانية: تشمل الغازات، أو السوائل القابلة للاشتعال، مثل: زيوت الطعام، والدهون، والبترول. – الفئة الثالثة: يندرج تحتها كل من المحركات، والمفاتيح والأدوات والمعدات التي يسري فيها تيار كهربائي. – الفئة الرابعة: تضم المعادن القابلة للاحتراق، مثل رقائق المغنسيوم. أنواع الطفايات وتوضع علامة على معظم أجهزة إطفاء الحرائق توضح الفئات التي يمكن استخدامها فيها، ومن أهم أنواع طفايات الحريق: • طفاية الماء: هي من أنواع طفايات الحريق القديمة، وكانت تستخدم في الماضي بشكل كبير، ولكن في الوقت الحالي لم تعد عملية لإطفاء بعض أنواع الحرائق، وذلك لعدم قدرة الماء على تغطية المساحات الكبيرة، لذلك أصبح استخدامها مقتصراً على وحدات الإطفاء، والتي تستخدم كمية كبيرة من الماء عبر مدافعها وخراطيمها، حتى تتمكن من إطفاء الحرائق المشتعلة. ولا تستخدم طفاية الماء في إخماد الحرائق الناتجة عن الكهرباء، لأن الماء يعد من الموصلات السريعة للتيار الكهربائي، ما قد يؤدي إلى ازدياد انتشار الحريق، وتأذي رجال الإطفاء. • طفاية ثاني أكسيد الكربون: تعتمد على غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل رئيسي من أجل إخماد الحرائق، وتعد من الطفايات المناسبة للحرائق الناتجة عن الكهرباء، ولكن يجب الحذر عند استخدامها، لأنها تؤدي إلى التسمم في حال عدم القدرة على التعامل معها بشكل صحيح. ويعتمد مبدأ عمل هذا النوع من الطفايات على خروج غاز ثاني أكسيد الكربون الجامد، والمخزن في درجة حرارة أقل من 80 درجة مئوية، حيث يشكل طبقات عازلة للنيران عن طريق التجمد عليها، ويجب أن تستخدم في الأماكن التي لا توجد فيها تيارات هوائية، حتى لا يؤدي ذلك إلى الإصابة بالتسمم، أو عدم القدرة على إخماد النار بشكل صحيح. • طفاية المسحوق الجاف: تعد من أنواع الطفايات الحديثة، وتعتمد على استخدام مساحيق مضادة لحرائق المعادن، وخصوصاً التي تحدث في المناجم، أو مصانع المعادن، ولكل معدن مادة مضادة له، تختلف باختلاف مكونات المعدن الأساسية، لذلك تم اختراع طفايات المسحوق الجاف من أجل الحد من الحرائق الناتجة عن المعادن. وفي هذا النوع تملأ الأسطوانة بمسحوق المواد الكيميائية، ويستخدم غاز النيتروجين لضغط الأسطوانة، وتعمل المواد الكيميائية كغطاء يعزل الحريق عن الأوكسجين المحيط، ويكبح عملية الاحتراق، ويُستخدم هذا النوع لإطفاء حرائق البترول والمواد السريعة الاشتعال. • طفايات الرغوة: تستخدم لإطفاء حرائق الزيوت، والبترول، والشحم، والأصباغ، وهي مكونة من ماء ومواد عضوية تنتج الرغوة، حيث تعمل الرغوة على عزل سطح المادة عن الأوكسجين وتبريدها بالماء. • الطفاية الكروية: تتميز بشكلها الكروي، وتكون شبيهة بالقنبلة اليدوية من ناحية الشكل والآلية، وغالباً ما تستخدم في المطابخ، وهذا النوع من الطفايات صالح لجميع أنواع الحرائق المختلفة. وتكون طفاية الحريق الكروية معلقة أعلى المكان الذي يمكن أن يكون عرضة للاشتعال، وعند اندلاع الحرق تؤثر الحرارة البسيطة على غشائها الخارجي فتنفجر وتسقط المادة الموجودة في جوفها على الحريق فتخمده. ولتصبح الطفاية جيدة وفعالة يجب أن تكون معتمدة ضمن المواصفات العالمية لطفايات الحرائق، كما يجب التأكد باستمرار من تاريخ صلاحيتها للاستخدام، ومناسبتها للمكان الذي توجد فيه، والتأكد من أنها ممتلئة بشكل كاف.
لا يوجد تعليقات